ذياب عوانة
منذ ان احرز اللاعب الشاب ذياب عوانة ركلة الجزاء التي اصبحت أحد أشهر الفيديوهات على اليوتيوب مؤخرا امام منتخب لبنان و لا حديث لأحد سوى عن هذا الموضوع .. و للأسف فان الحديث ليس عن ركلة الجزاء الفريدة من نوعها والتي احرزها اللاعب بكعب القدم اليمنى معطيا ظهره الى المرمى.
في البداية دعوني ان أؤكد لكم باني لا ادافع عن لاعبا بعينه و لكن كل ما اراه هذه الأيام حول نية وضع عقوبات و استبعاد للاعب بدلا من التحدث معه و ايصال انه من الأفضل ان لا يقوم بمثل هذه الحركة مرة اخرى, على الرغم من أنه لو كان لاعبا اخر مثل ميسي ولا رونالدو و لا غيره لكانت الدنيا قامت من مكانها و هلل له الجمهور العربي قبل الغربي.
فلماذا نكيل بمكيالين .. سواء أكان اللاعب أخطأ بأن نفذ مثل هذه الركلة أو لم يخطئ الا ان ما اتعجب له هو ردة الفعل العنيفة تجاه ما حدث فان جئنا للحقيقة فالخطأ ليس على اللاعب فحسب بل على الحكم الذي احتسب الهدف من ركلة الجزاء, فالجميع يعلم الحركة الشهيرة التي قام بها لاعب السيلية في مباراته أمام السد بالدوري القطري عندما انفرد اللاعب بالمرمى و تعمد الانبطاح على الارض و تسجيل هدف برأسه فما كان من الحكم الا ان انذر اللاعب الذي كان يحمل انذار سابق و تم طرده من المباراة.
هل كانت أهانة ان يقوم زلاتان ابراهيموفتش في الدوري الايطالي يستعرض في لتضيع الوقت ام انها مهارة ؟ هل كانت ركلة الجزاء الشهيرة التي كان يقوم بها كرويف في السبعينات عندما كان يمرر الكرة و لا يسددها ليقوم احد زملائه بالتسجيل؟ و ماذا عن مارادونا و هدفه الشهير الذي سجله باليد في كأس العالم؟ و ماذا يقول مدرب روما عندما خسر من مانشستر يونايتد بسبعة اهداف نظيفة ؟, و هل كانت اهانة ايضا عندما كان رونالدينيو يتفنن في تعذيب الخصوم .. هل شاهدتم رونالدينيو وهو يمرر الكرة بظهره و هل شاهدتموه وهو يركض محتفظا بالكرة فوق رأسه بين الخصوم؟ لماذا نخرج الامور من نصابها و لماذا لا نعتبرها حركة مميزة و جديدة في عالم كرة القدم شاهدها أكثر من 6 مليون شخص عبر موقع يوتيوب و تحدثت عنها صحف العالم و هللت لها ؟ و يكفي ان صحف البرازيل خرجت تقول بأن فريقها فشل في تسجيل 4 ركلات جزاء في حين سجلها ذياب بظهره و بدون ان يرى المرمى !!
ان الامر يشبه النكتة التي تقول .. ان أحد مدربي الفرق الذي خسر 9-0 سأله احد الصحفيين عن سر الهزيمة فقال: "اسألوا الحكم فقد كان الهدف السابع تسللا !؟", في النهاية أتمنى ان لا يؤخذ كلامي بانه "أهانة" ولا أنني ادافع عن خطأ و لكني أرفض الجلوس و مشاهدة كل ما يحدث دون ان أذكر الجميع بأننا نهلل لكل لاعب عالمي قام بحركة صغيرة فلماذا لا نفعل ذلك مع لاعب عربي مميز جعل العالم كله يتحدث عنه و عن ركلة الجزاء الفريدة من نوعها؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire